قيام الليل
<blockquote dir="rtl">
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً
للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين
والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي
الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه
أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على
مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب
وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل:
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الثالث:ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الرابع:ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
</blockquote>
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
<blockquote dir="rtl">
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف
إلا وهو مناج ربه.
</blockquote>
<blockquote dir="rtl">
تحياتي للجميع.............</blockquote>